المقدمة
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علي سيدنا محمد Jالمبعوث رحمة للعالمين وبعد :
عن علي كرم الله وجهه قال : قال رسول الله J
( أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة آدم ، وليس من شجرة أكرم علي الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران ، فأطعموا نسائكم الولد الرطب فإن لم يكن رطب فتمر )[1]
وعن أنس بن
مالك قال : قال رسول الله قال : قال رسول الله (حبب إليَّ التمريون من
أمتي .. قليله دواء وكثيره طعام ) الحديث.. [2]
ولقد أكرمني
الله تعالي بالهجرة إالي المدينة المنورة – علي ساكنها أفضل الصلاة و السلام – و
العمل في مجال الزراعة ، وكم يفرح المرء عندما يلتقي بهؤلاء الرجال التمريون الذين
يحدثونك عن النخلاة وعن جمارتها وعن زَهْوِها وبسرها وبلحها وعن رطبها وتمرها
والعناية بها و خدمة أصلها .
وللمدينة
المنورة في قلوب المؤمنين الحب الأوفي فهي مثوي المصطفي J وبها روضة من رياض الجنة وتمر
نخيلها فاكهة وغذاء ودواء .
ولقد بدأت هذا
الكتاب بمآثر هذه النخلة المباركة وبتربتها التي تمتص منها غذائها والبساتين
والحيطان الموجودة والعوامل البيئية التي لها أثر فعال في إنتاج التمر من حرارة
ورطوبة وملوحة .
وقبل الحديث
عن التمر لابد من التعرض إالي شجرة النخيل ، موقعها في العالم وفي المدينة المنورة
، وعن اصلها وعددها وإنتاجها وأسماء أجزائها وأطوار ثمرتها حتي تصبح ثمرة يانعة
بهجة للناظرين وطعاماً للمحبين .
وأصناف التمر
في المدينة المنورة كثيرة ولابد من معرفة الطرق للتحديد النصف وتمييز الأحرار من
الألوان ، وكم يعيش من الأعمار ، وهناك أصناف من التمور معروفة من عهد رسول الله J وحتي الآن يتناولها الخلف من
السلف كالعجوة والبرني .
والصنف الواحد
أفرع حسب الحجم والشكل واللون ، وكل صنف له فائدة يضاهي بها غيره طعاماً ودواء ،
بعضها يؤكل رطباً والآخر يرقد تمراً .
وفوائد التمر
المستطابة كثيرة ، ولقد وصفه الحبيب المصطفي J لأصحابه كغذاء ودواء وشفاء واستن
بسنته العلماء و الحكماء .
وإتماماً
للفائدة .... ذكرت بعض فوائد منتجات النخلة في الصناعة والتجارة .
وللنخيل وتمره
في الأدب العربي مكانة عالية في النثر و الشعر والأمثال ، والذين كتبوا عن ذلك
كثير وإنتاجهم وفير .
وللنخلة
وثمرها عند أهل المدينة المنورة محبة خاصة عند طعامهم وشرابهم في حلهم وترحالهم ،
في صحتهم ومرضهم .
وبالختام
أسأله تعالي أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم ، وأنه نعم المولي ونعم النصير ،
والحمد لله رب العالمين .
وكتبه ...
المهندس : أديب عمر الحصري
نزيل المدينة المنورة
المدينة المنورة – العالية 9/9/1419 هـ
|
[1] - ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5 :39 ) وقال بن القيم في زاد المعاد ( 4/388 ) في
إسناده نظر .
[2] - الشفاء في الطب ( ص : 244 ) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق