النخيل والتمر في الأدب العربي
· حدث أبو حاتم السجستاني بسنده عن الشعبي أن قيصر الروم
كتب الي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أما بعد :
فإن رسلي أخبرتني أن قبلكم شجرة مثل آذان الفيلة ، ثم
تنشق عن مثل الدر الأبيض ، ثم تخضر كالزمرد الأخضر ، ثم تينع ثم ثخضر فتكون
كالياقوت الأحمر ، ثم تنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل ، ثم تينع وتييبس فتكون عصمة
للمقيم وزاد للمسافر ، فإن تكن رسلي صدقتني فغنها من شجر الجنة .
فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عبد الله عمر أمير
المؤمنين الي قيصر ملك الروم ، السلام علي من اتبع الهدي ، أما بعد :
فإن رسلك قد صدقتك ، إنها الشجرة التي أنبتها الله جلا
جلاله علي مريم حين نفست بعيسي عليه السلام ، فاتق الله ولا تتخذ عيسي إلهاً من
دون الله . [1]
· قال خالد بن صفوان يصف النخلة :
هي الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، الملقحات
بالفحل ، المولعات كشهد العسل ، تخرج أسفاطاً علاظاً ، ثم تنشق عن قضبان لجين
وعسجد ، كالدر المنضد ، ثم تصير ذهباً أحمراً بعدما كانت في لون الزيرجد .
كن كالنخيل الباسقـــات
قد بدت
|
لناظــــرها حسناً
قباب زبرجد [2]
|
وقد علقت في فرعها
زينة لها
|
قناديل ياقوت يأمراس
عسجد
|
· ومر عمر بن عبيد الله بزنجي يأكل عند حائط – أي بستان –
وبين يديه كلب إذا أكل لقمة طرح له لقمة .
فقال : أهذا
الكلب لك ؟
قال : لآ .
قال : أتطعمه
مثل مثل ما تأكل .. ؟
قال : إني
استحي من ذي عينين ينظر الي أن استبد – أي انفرد – بمأكول دونه .
قال : أحر أنت
أم عبد ؟
قال : عبد
لبعض بني عاصم .
فأتي عمر
ناديهم فاشتراه واشتري الحائط ثم جاءه فقال : أشعرت أن الله قد أعتقك ؟
قال : الحمد
لله وحده ، ولمن أعتق بعده .
قال : وهذا
الحائط لك .
قال : أشهدك
أنه وقف علي فقراء المدينة .
قال : ويحك –
كلمة استرحام – أتفعل هذا مع حاجتك ؟
قال : إني
أستحي من الله أن يجود لي بشئ فأبخل به عليه . [3]
· وهدية القوم الي السلطان صلاح الدين الأيوبي يوم انتصاره
علي الصليبين وفتح بيت المقدس . حيث تقدم وفد المدينة المنورة – جيران المصطفي J بهديتهم المباركة سعفات من نخلة
مزروعة في المسجد النبوي الي صلاح الدين فأخذ هذه السعفات فقبلها ووضعها علي
عمامته . وفي ذلك يقول الشاعر :
أنا من نخلة تجاور
قبراً
|
ساد من فيه سائر
الخلق طراً
|
شملتني سعادة القبر
حتي
|
صرت في راحة ابن
ايوب أقرأ
|
وكان أمير المدينة المنورة عز الدين أبو فليته قد حارب
مع صلاح الدين الأيوبي في تطهير بيت المقدس من رجس الصليبين عام 583 هـ . [4]
· قال النابغة الذبياني يصف تمراً :
صغار النوي مكنوزة يبس
قشرها
|
إذا طار قشر التمر
عنها بطائر
|
· قال الشيخ علي الشرفي :
يا رامي الشجر
العالي باكرته
|
هلا تعلمت أخلاقاً
من الشجر
|
ترميه بالحجر القاسي
لترجمه
|
وانه دائما يرميك
بالثمر
|
· وقال بهلول :
وعماتك النخل كان
مثلها
|
لرامي الحجارة ترمي
الرطب
|
·
ويروي أن
النخلة أول شجرة استقرت علي وجه الأرض .
·
قال ابن خلكان
: إن الليث كان حنفي المذاهب وأنه ولي القضاء بمصر ، وأن مالكاً أهدي اليه صينية تمر فأعادها
مملوءة ذهباً . [5]
·
قال الإمام
السيوطي :
إذا مات آدم ليس
يجري
|
عليه مقال غير عشري
|
علوم يبثها ودعاء
نجل
|
وغرس نخل والصدقات
تجري
|
وراثة مصحف ورباط
ثغر
|
وحفر بئر أو إجراء
نهر
|
وبيت للغريب بناه
يأوي
|
إليه أو بناه محل
ذكر
|
وتعليم القرآن
الكريم
|
فخذها من أحاديث
لذكر [6]
|
· وقال آخر :
وفي النخيل تفريج
وفيه مغانم
|
وفيه لأرباب العقول
مآرب
|
· وقال آخر :
المرء في زمن
الإقبال كالشجرة
|
والناس من حوله ما
دامت الثمرة
|
إذا تساقط عنها
حملها رحلوا
|
وخلفوها تقاسي الريح
والغبرة [7]
|
· قال الأعمش :
كان الربيع بين خثيم يصنع لنا الخبيص ( طعام يصنع من
التمر والسمن ) ويقدمه ويقول " اللهم اغفر لأطيبهم نفساً ، وأحسنهم خلقاً ،
وأرحمهم جميعاً " .
· وقد ذكر الجاحظ : أن ظاحصوا أصناف نخل البصرة دون نخل
المدينة المنورة ومصر واليمامة والبحرين وعمان وفارس ، ودون الكوفة وسوارها وخيبر
وذواتها ، والأهواز وما بها أيام المعتصم وإذا 360 ضرباً
وكان الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من
غرس النخل بالبصرة ، قال : هذه أرض نخل ثم غرس الناس بعده . [8]
· قال صاحب الأغاني :
عن رجل من بني عامر قال : مطرنا مطراً شديداً ارتعبناه
ودام المطر ثلاثاُ ، ثم اصبحنا علي صحو فخرج الناس يمشون علي الوادي ، فرأيت رجلاً
جالساً علي حجر فقصدته فإذا هو المجنون جالساً يبكي ، فكلمته طويلاً وهو مطرق ، ثم
رفع رأسه وأنشد بصوت حزين لا أنسي حرقته :
بكي السيل واستبكاني
السيل اذا جري
|
وفاضت له من مقلتي
غروب
|
وما ذاك إلا حيث
أيقنت أنه
|
يكون بواد أنت فيه
قريب
|
يكون أجاجاً دونكم
فإذا انتهي
|
اليكم نلقي طيبكم
فيطيب
|
يا ساكني أكناف
النخل كلكم
|
الي القلب من أجل
الحبيب حبيب [9]
|
· وقال شعيب ابن الليث : خرجت مع أبي حاجاً فقدم المدينة
فبعث اليه الامام مالك بن انس بطبق رطب فجعل الليث علي الطبق ألف دينار ورده إليه
. [10]
· يقول الدميري : إن للعرب أمثال كثيرة عن التمر منها
قولهم :
o
التمر في
البير وعلي ظهر البعير
وأصله أن منادياً كان في الجاهلية يقف علي أطم من أطام
المدينة حين يدرك التمر وينادي بذلك : من سقي ماء البشر علي ظهر الجمل بانسانية ،
وجد عاقبه سقية في تمره .
o
مواعيد عرقوب
كان عرقوب رجلاً من العمالقة : فأناخ أخ له يسأله شيئاً
يعطيه من ثمار نخله ، فقال له عرقوب : اذا طلع نخلي ، فلما طلع نخله قال له : إذا
أبلح ، فلما أبلح أتاه ، فقال : إذا زهي ، فلما زهي أتاه ، فقال : إذا رطب ، فلما
رطب أتاه ، فقال : إذا أثمر ، فلما أثمر حزه ليلاً فلم يعطه شيئاً ، فضربت به
العرب المثل في خلف الوعد .
قال أبو اسحاق الحصري القيرواني : نخل نسلفه الماء
ويقضينا العسل . [11]
[1]- كتاب النخل ، أبو
حاتم السجستاني ( ص: 47 ) .
[2]- كتاب رحلة الشتاء
والصيف / محمد كبريت المدني .
[3]- من فرائد النقول
والأخبار (1/101 ) .
[4]- تاريخ معالم المدينة
المنورة ( ص : 264 ) .
[5]- كتاب رحلة الشتاء
والصيف / السيد محمد كبريت المدني ( 87 ) .
[6]- كتاب فلاح الفلاح (
ص: 84 ) .
[7]- الفصول السنية ( ص:
52 ) .
[8]- النخيل في العالم
العربي والاسلامي ( ص: 16 ، 34 ) .
[9]- رحلة الشتاءو الصيف (
ص : 226 ) .
[10]- وفيات الأعيان
(ج4/134) .
[11]- كتاب زهرة الآداب
(349) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق